📁 تدوينات جديدة

مواقع التواصل الاجتماعي: جودة الكتابة على المحك︱حسن امحيل

ومع ارتفاع نسبة استخدام المنصات الإلكترونية، وجب على الكُتاب أن يأخذوا بعين الاعتبار أن ما ينشرونه على هذه المواقع سيؤثر على مستقبل كتاباتهم الأدبية والثقافية. ولذلك، من الضروري الانتباه والعمل على تطوير مهاراتهم اللغوية والتدقيق فيما ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجنب الأخطاء اللغوية التي قد تؤدي إلى تشويه صورتهم ككُتاب.

شهدت الساحة الثقافية زيادة ملحوظة في عدد الكُتاب، ورغم أن هذا الأمر يجعلنا سعداء ومتفائلين، إلا أننا نشعر بالقلق إزاء جودة الكتابة عند بعضهم، إذ يبدو أن الكثير من "الكُتاب" لا يستوفون المستوى المطلوب، ويقومون بإنتاج محتوى غير ملائم وبمستوى لغوي ضعيف وأسلوب ركيك، وتحتوي كتاباتهم على العديد من الأخطاء الإملائية والنحوية، مما يدعونا كمثقفين إلى التأمل في هذه المعضلة وإلى طرح العديد من الأسئلة.

تعد الكتابة أحد أهم عوامل التقدم والتطور الثقافي في المجتمعات، إذ تعكس حالة التفكير والإبداع لدى الأفراد وتؤثر على تشكيل رؤى وأفكار الجماعات. ولذلك، أصبح لزاما أكثر من ذي قبل العناية باللغة والمحافظة عليها، كونها هي الوسيلة الرئيسية للتواصل ونقل المعلومات.

إن الكتابة السليمة والمؤثرة تعتمد على مجموعة من المهارات اللغوية والإبداعية التي يجب أن يتم تطويرها وتعزيزها لدى الكُتاب. ومن أهم هذه المهارات، القدرة على التعبير بطريقة واضحة ومنطقية وجذابة، واستخدام الكلمات بشكل دقيق وصحيح، والقدرة على بناء أفكار مترابطة ومتناغمة.

على الرغم من أن الكتابة السليمة تلعب دورًا هامًا في نقل المعلومات وتشكيل الرؤى والأفكار، إلا أننا نشهد في الآونة الأخيرة انتشارًا كبيرًا للأخطاء اللغوية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم استخدام اللغة بشكل غير صحيح وبدون تفكير، مما يؤثر على الجودة اللغوية للكتابات المنشورة على هذه المواقع.

ومع انتشار هذه الأخطاء إلكترونيا، بدأت تنتقل إلى الكتابات الأدبية والثقافية بشكل أكبر. فمن المعروف أن الكاتب الذي يتمتع بمهارات لغوية عالية يمكنه جذب القراء والمتابعين، ولكن مع انتشار الأخطاء اللغوية، فإن ذلك يتسبب في فقدان الجمهور والتعرض للانتقادات السلبية.

ومن أبرز الأخطاء اللغوية التي يرتكبها الكُتاب على مواقع التواصل الاجتماعي وتسربها إلى الكتابات الأدبية هي استخدام الكلمات بشكل خاطئ، والترجمة الحرفية للعبارات الإنجليزية، وتشكيل الجمل بشكل غير صحيح، وتحريف الكلمات والتعبيرات، والإفراط في استخدام الإيموجي.

ومع ارتفاع نسبة استخدام المنصات الإلكترونية، وجب على الكُتاب أن يأخذوا بعين الاعتبار أن ما ينشرونه على هذه المواقع سيؤثر على مستقبل كتاباتهم الأدبية والثقافية. ولذلك، من الضروري الانتباه والعمل على تطوير مهاراتهم اللغوية والتدقيق فيما ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجنب الأخطاء اللغوية التي قد تؤدي إلى تشويه صورتهم ككُتاب.

علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر الأخطاء اللغوية على مصداقية الكُتاب وثقافتهم اللغوية. فعندما يقرأ القارئ نصا مليئًا بالأخطاء اللغوية، يمكن أن يفسر ذلك على أن الكاتب ليس مؤهلا في استخدام اللغة بشكل صحيح، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان المصداقية وترك انطباع سلبي عند القراء.

لذلك، يعد لزاما العمل على تحسين المهارات اللغوية من خلال قراءة أمهات الكتب، والتدرب على كتابة النصوص بشكل منتظم، كما يجب التحري عن أية أخطاء لغوية محتملة، والتأكد من صحة المعلومات التي يتم نشرها.

بالإضافة إلى ذلك، على الكُتاب أن يعملوا على الحفاظ على مستوى لغوي موحد في جميع كتاباتهم، سواء كانت على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الأعمال الأدبية. ويمكن القيام بذلك من خلال استخدام مراجع لغوية وتصحيح النصوص بعد الانتهاء من كتابتها، مع إمكانية الاستعانة بمنقحين أو مدققين لغويين.

في النهاية، تعد الكتابة الأدبية فنًا وموهبة، وليست شيئًا يمكن تعلمه في دورة أو بضع جلسات تدريبية. ومن خلال العمل الجاد والمثابرة والتمرين المستمر، يمكن للكاتب أن يطور مهاراته في الكتابة الأدبية ويصل إلى مستوى عالٍ من الجمالية والدقة في التعبير. وعندما ينجح في ذلك، يصبح قادرًا على إثراء المجتمع بأفكاره ومشاعره وخواطره، ويترك بصمته في عالم الأدب والثقافة.

حسن امحيل︱المغرب



تعليقات