📁 تدوينات جديدة

النص المفتوح / رشيدة الوجداني

النص المفتوح / رشيدة الوجداني

 النص المفتوح شكل من أشكال الكتابة ومحطة من المحطات الأدبية التي مثلت ثقافة ما بعد الحداثة، بحيث استطاع أن ينفتح على رؤى ومواضيع ولغة جديدة تلبي حاجيات المتلقي.

وإذا كان بعض النقاد من أمثال "دريدا ـ لاكان ـ بارت ـ فوكو" يجزِمون بأن النص المفتوح شكل من أشكال الكتابات التي تمثل الغرب، اعتمادا على كتاب "إيكو" الذي صدر سنة 1958، فإن شعراءنا بالعالم العربي قد تفوقوا في هذا النوع من الكتابة، مرد ذلك إلى معرفتهم السابقة بالقصيدة العمودية وبقصيدة التفعيلة والنثر، مما خول لهم معانقة طريقة كتابية حديثة تمكن القارئ من مقاربة النص من زوايا مختلفة، مما جعلهم يقرون منذ ستينيات القرن الماضي بأن النص المفتوح هو الابن الشرعي لقصيدة النثر العربية.

بعض خصائص النص المفتوح:

يستدعي النص المفتوح قراءات متعددة، عكس النص المغلق الذي يوجه المتلقي إلى فهم واحد. كما يمتلك هذا النوع من الكتابات القدرة على إشراك القارئ في عملية الإبداع، إضافة إلى تحفيزه على التفكير النقدي واتخاذ موقف من النص مستدعيا انخراطه باستمرار في عمليتي الأخذ والعطاء والتفاعل المثمر. 

يصر النص المفتوح عل تجاوز الحدود التقليدية معتمدا على نوع من الفوضى والنسبية، تجعل منه نصا متحركا، منفتحا على تجارب القارئ وإيديولوجياته.

على مستوى المضمون:

استطاع النص المفتوح الذي عرف أوجه ونضجه النقدي، ابتداء من سنة 1969 أن يجمع بين أجناس وأنماط تعبيرية مختلفة كالسرد والحكي. وبذلك حق اعتباره جنسا أدبيا لا ينتمي إلى جنس دون آخر. مما خول له الاهتمام بقضايا الإنسان الاجتماعية منها والكونية وكذا بمواقفه إزاء العالم.

تتحرك النصوص المفتوحة، على مستوى التيمات، انطلاقا من خصائص حداثوية، على شكل قصائد تأملية، فلسفية، تمارس لعبة الهدم والبناء.

على مستوى اللغة:

يوظف النص المفتوح أدوات لغوية ومفاتيح تمكن القارئ من اختراق النص كما تشجعه على الاهتمام بتركيب مفردات اللغة وإعادة صياغتها صياغة تجيب على متطلبات الحاضر بكل خصوصياته.

من خصائص النص المفتوح أيضا، بناء علائق لغوية تعتمد نظاما معجميا جديدا، يستمد جماليته من الانزياحات والإيحاءات التي تلعب دورها بالتالي في بناء نص يستوي بحقل المعاصرة شكلا ومضمونا. 

الكاتبة:

رشيدة الوجداني
(المغرب)
تعليقات