منى قجيع | المغرب
ساحرةٌ فَزِعة..
أضحت " أورشليم"
غادرتِ الخرائب مع الغسق
على حائط مبكى
بعدما انتظمت في فصول الموت،
ونمّقتْ قصيدةً للرحيق الأخير،
حتى أينعت
بلعم الطرس البليل
ثم أعلنت تحت شمسٍ كالحة:
العومُ ألْيَقُ طريقةٍ للغرق.
لم يبق شيء
يا حياة فأغلقي
باب الغرام و أسرفي
في الهجر
كل الفصول ، شهدت موت الزهر
كصوت ذاهل بالحزن.
كل وجع
تنبئ بنبؤة توراتية
صكوك غفران
أباح القدر
ان لا يلوي الغسق
أتظنّ أنني أتسّمر في عليائي معتدّا
مزهوّا بكامل انتصاراتي
ولا أحد يدرك حقيقة انكساري
تحت سماء غريبة
ما زالت تمطر في تموز
تلتفّ وحشتها على قدميّ مثل نباتٍ ضارّ
وجوه بلا ملامح، يبتلعني لونها الرمادي
أعيش غريبة
وكلما تحمّل الهواء برائحة ياسمينة قريبة
تذكرتُ أن وقتاً طويلاً مرّ
الأرضُ التي هاجرتْ إليّ
منحتُها جوازاً دبلوماسيا
وقبل الإصدار ختمتُ:
كل المنافي وطنٌ ثان.