📁 تدوينات جديدة

ثلاث قصائد حصرية للشاعرة نسرين بريطع: أوَ تعلم؟، أنت!، مِنكَ إليك

ثلاث قصائد حصرية للشاعرة نسرين بريطع: أوَ تعلم؟، أنت!، مِنكَ إليك
 

تقديم

رحلة شعرية ساحرة، تأخذنا الشاعرة اللبنانية سيرين بريطع عبر دروب الحنين والتأمل، لتزرع في قلوبنا زهور الحب والذكرى. قراءة ممتعة...

لبنان | سيرين بريطع

أوَ تعلم؟

سأسيرُ على تِلكَ الدربِ التُرابيةِ

وحدي

نحو كرومِ العنبِ وأشجارِ التين

أشتمُّ عَبقَ الأرضِ

عِطر الوردِ

وأُغمِضُ عينيَّ...

أتخيَّلُكَ تمشي قُربي

تُمسِكُ بيديَّ

تقطِفُ

مِن بُستانِ قلبكَ زنبقةً

تغرِسُها في شعري النَّاعم

ولكن مهلاً... مهلاً...

رويدَكَ يا أمسي وغدي

فأنا

أريدُ لِتلكَ الدَّربِ

أن تطـول وتطول وتطـول...

لأفرِغَ جُعبةَ حِكاياتي

في قَلبِكَ

أريدُ أن أخبِرَكَ

عن تِلكَ الطِفلة

جاءت تتهادى على فرسِ الأحلام

للِقاء صبيٍّ

غافٍ تحت شجرةِ التين

وقد أوكل مَهمَّةَ حِراستهِ لأخيه

بعدَ أن أرهقهُ التَّعبُ ذاك المِسكين...

"آاااه لقلبي يتوسَّدُ تُرابَ الأرضِ... آاااااااه"

هَتفت

نبضاتُ قلبِ الطفلة

وجَثَت على الأرضِ

قُربَ الرّأسِ الغارِقِ بالعُشب

رفعتهُ بِحُنوٍّ...

وضعتهُ في الحِجرِ الدّافئ

ومسحَت غُبارَ الأيامِ

عن وجهٍ

لوَّحَتهُ أشِعّةُ شمسٍ صَيفية

وحَنَت هامتها

همساً تُخاطِبُهُ:

أن اِنهض يا قلبي

فقد جِئتُكَ حَسَبَ الموعِد

لِأصحَبَكَ الى زُقاقِ البلدةِ

حيثُ الدَّرَجُ الصخريُ هُناك

لِنَعتَلي تِلك الأدراج

نجلس...

نأكلُ مُثلّجاتِ الحليبِ البيضاء

ولكن هذهِ المرّة

لن أدَعها تقعُ أرضاً

لن أتركها تذوبُ أبداً...

لن أدعَ أحلامكَ

تُهرقُ على الأرضِ أبداً... أبداً...

سأقِفُ بِوجهِ الشمسِ الحارق

سأذوبُ بدلاً مِنها...

وأذوب....

لكن أحلامكَ لن تُهدرَ ثانيةً

... أبداً...

لن أسمحَ لعينيكَ أن تذبُل

لن أرضَ لِقلبكَ أن يتألّم...

لن أبخلَ بجسدي... بروحي... قرباناً

يُذبحُ كُرمى لِنُور عينيك

لبسمةٍ صافيةٍ

تُرسمُ على شفتيك

أموتُ وتحيا...

أفنى وتبقى...

أتلاشى في الظلِ هُناك...

لتنعمَ أنتَ بنورِ الشمس...

يا نور العمرُ.. ولن أندم...

... لن أندم ...

أنت...!

ما سِرُّك أنت؟!

إن أردتُ اختزال ألمِ العالمِ كله

في كلمة

سأقولُ:

... "أنت"...

وإن جمعتُ

فرحَ الكونِ بأسرةِ

في كلمة

لن تكونَ إلا

... "أنت"...

ذاك لأنَّ الأفلاك في عالمي

لا يدور فيها

إلا قمرٌ واحدٌ

يُنير سماء عمري

اسمه

... "أنت"...

مِنكَ إليك

سِرتُ

على أهدابِ الشوقِ

الذاهلِ

ألتحِفُ وِشاحَ المطرِ

الذابلِ

يرشحُ خجلاً

 مِن عينيك

يغمُرُني

لِيُغطّي عُريَ روحي الأبدي

مُذ ضَيَّعَتِ الدَّربُ خُطايَ

مِنكَ إليك...

 

 

تعليقات