📁 تدوينات جديدة

الوجه الآخر للحياة | إيمان اهياض

الوجه الآخر للحياة | إيمان اهياض

في طريقي إلى مدينتي الغالية القنيطرة، مررت بمحطة القطار حيث تتسارع خطوات المارة في كل اتجاه، وتتناقل القصص بين الناس، وتلتهم الجرائد، وتتطاير القهقهات. هناك، كان البعض منهكًا، والآخر شاردًا وسط زحام المارة، بينما يهرب البعض إلى المقهى علّ الزمن يسرع قليلًا.

كنت أجلس قرب النافذة، وكلي حنين وحماس للقاء الأحبة، لأجدد طاقتي بعد أسبوع مرهق مليء بالأحداث. وأنا في الطريق أتصفح هاتفي، تصادفني محادثة هاتفية لرجل بجانبي، يتحدث بحرقة، أو بمعنى أدق، يبكي دمًا. كان يحكي عن شخص عزيز يجري عملية جراحية في غرفة الطوارئ، كانت سيدة بترت قدمها ولا تزال هناك عمليات أخرى تنتظرها.

ما إن أنهى المكالمة، حتى وجدت الرجل غارقًا في بحر من الدموع، يحاول مسحها دون لفت انتباه الآخرين. شعرت بالصدمة والعجز عن استيعاب الموقف، وغرقت في أفكاري حول المعنى الحقيقي للحياة وعبثيتها وتناقضاتها.

كم هي صعبة الحياة! في لمح البصر قد تأخذ منك أغلى ما تملك. تضحك لك اليوم، وتصفعك غدًا بخبر وفاة أو مرض شخص عزيز. في كل صدمة، تخرج منها شخصًا آخر، لا يشبهك ولا تعرفه، تخرج منها فارغًا أو ميتًا من الداخل. تفقدك جزءًا منك، وتجعلك باردًا، فاقدًا للإحساس، لا تقوى على خوض نقاشات أو جدالات فارغة. تبحث فقط عن منعزل، عن راحة نسبية، ولا تريد شيئًا من الحياة سوى السلام.

عادةً ما أحب نشر الإيجابية بين الآخرين، لكن هذا الموقف هزني من الأعماق. شعرت بضرورة التعبير عما في جعبتي ربما لأطفئ النار المشتعلة بداخلي. هدفي من هذا المقال هو دعوة للقارئ إلى اغتنام الفرص مع الوالدين أو أي شخص غالٍ، لأنك لا تعلم ما تخبئه لك الحياة غدًا. نطلب من الله اللطف والهناء للجميع، وأتمنى ألا أكون قد أثرت الجراح وقلبت المواجع على البعض.

إيمان اهياض | المغرب

تعليقات