مقدمة
نقدم لكم على منصة "أصداء الفكر" ثلاث قصائد من إبداع الشاعرة اليمنية عائشة المحرابي، التي تميزت بقدرتها على نسج الكلمات لتلامس أعماق الروح وتعبر عن أعمق المشاعر الإنسانية. في هذه القصائد (غمازة، معجزة اللقاء، أنت كما أراك)، تأخذنا الشاعرة في رحلة شعرية مفعمة بالأحاسيس والجمال.
غمازة
أذوب في غمازتيككما يذوب السكر
أقبل شهد هذا الخد
شوقا يقطر
وذاك من فرط نشوته
يذوب من حر الجوى
يتخدر
ما أحلى سرهما
ينساب كالغيث
يفوح كلما تبسمت لماك عنبر
أعيد ترتيب الهوى لهما
أغلق إبتسامتك
على صدري
ربيعا أخضر يتحضر
بوابة للفرح
تنتظر العبور
وكلما ابتسمت أعبر،
وأعبر،
وأعبر…
معجزة اللقاء
بمساء حنينيما زال القمرُ وحيداً ...
في الحلمِ
وتحت جفونِ القلبِ السهران
يسألُني عن صبحٍ من بذخ الألوان
يصافحُ بؤبؤ عيني
أسألهُ: كيف الحال
وكيف يمرُّ مساؤك دون وصال؟!
وكيف تجف عروقُ الصبر
في سفر العمر؟!
يا قمري المتعبَ
ما زلنا في وحدتنا
قلبانا في محرابِ اللهفة
لم يبق لروحيَ إلا أنت
وباقةُ ذكرى
تتوسدُ ظلَ الوعد
تنتظرُ غيوماً تأتي
من أفقِ البختِ
من أبراجِ سماء...
أتركُ روحي هائمةً
تسبحُ في بحرِ رجائي
لتخففَ حرّ البعد
تتصيدَ خلفَ متونِ الوقت الأعمى
معجزةَ لقاء
أنتَ كما أراك
لمْ تكنْ ليلةَ قَدْرْبلْ كلُّ الليالي أقدارٌ،
وأجملُها أنتَ
تمرُّ على الفؤادِ
غيمةً منْ فرحْ،
والياسمينُ في أعطافِ
البسماتْ،
ووراءَ كلماتي
تسكنُ أنتْ!
تحملُ أسراريْ،
ترعاها وترعانيْ!
غيثٌ من حبٍّ أنتْ
لا أحدٌ يشبهُكْ!
الطيورُ تُحلِقُ في أُفقِكْ
والزهورُ تُقَطِرُّ عَبَقَكْ
وأنا موجةٌ جريحةٌ في بحرِكْ
تغسلُ دماءَها بحنانِكْ
وتلملمُ مِسافاتِ الوجعِ
بباقةٍ من العطاءْ!!
من أيِّ سماءٍ جئتْ
وأيُّ البشرِأنتْ؟!
تشعلُ الضوءَ ببسمةٍ،
وتتلو آياتِ العُذوبةِ
فتذوبُ اللحظاتُ بينَ يديكَ شَهْداً
فتطعمُ روحي
مذاقَ البهجةْ
بحثتُ بينَ الوجوهِ
عن وجهٍ يشبهُكْ
عن قلبٍ كقلبِكْ،
وكيفَ تنامُ
الفراشاتُ في كفيكْ
أحاولُ أن أستبدلَ نبضي
بنبضِكَ
لدقيقةٍ،
لبُرهةٍ
لبعضِ يوم،
وأعودُ كما كنتُ
بلا موعدٍ للجَنةِ
فأدفنُ جراحي تحتَ جلدي
ويبتسمْ دمعي…
عائشة المحرابي | اليمن
